مسؤول أممي: يجب أن تبقى "أفغانستان" في دائرة الضوء

مسؤول أممي: يجب أن تبقى "أفغانستان" في دائرة الضوء
أفغانستان

قال المقرر الخاص المعني بالأوضاع في أفغانستان، ريتشارد بينيت، والذي رجع إلى نيويورك بعد زيارة إلى أفغانستان استغرقت 12 يوما، إنه لمس خلالها أن السكان يشعرون بتخلي المجتمع الدولي عنهم، خاصة تخليه عن النساء والفتيات.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، إحاطة قدمها "بينيت" للصحفيين من المقرّ الدائم في الولايات المتحدة، قال فيها إن النساء الأفغانيات لم يتوقعن دعما دائما من المجتمع الدولي، ولكن أيضا لم يتوقعن في المقابل أن يتم "إلقاؤهن من مُنحدر" وأن يُتركن وحدهن.

وقال: "من وجهة نظري هناك أهمية لإبقاء أفغانستان في دائرة الضوء حتى مع وجود أخبار متنافسة.. تقع علينا مسؤولية ألا ننسى أنه تم السيطرة عليها مرة أخرى من قبل طالبان".

وتطرق "بينيت" إلى بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بحقوق الإنسان في أفغانستان، وعلى رأسها التراجع الكبير في حقوق النساء والفتيات، مشيرا إلى أن هذا التراجع غير مسبوق في التاريخ على الأرجح، وبطريقة ما هو "أكبر مما جرى في 1996 بسبب المكاسب التي تحققت على مدار 20 عاما".

وأضاف: “حتى إذا تصوّرنا أن الوضع لم يكن كارثيا بالنسبة للنساء والفتيات، فستظل شواغل حقوق الإنسان موجودة في أفغانستان”.

وتابع: "هذه نكسة كبيرة.. نعلم بالطبع أن أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي أغلِقت فيها مدارس الثانوية العامة للفتيات وقد مرّ الآن من الأيام 401 على ذلك".

وأوضح "بينيت" أن هناك الكثير من التقييدات والحواجز الأخرى أمام النساء والفتيات كاستثنائهن من الوظائف والحياة العامة والسياسية وفرض قيود على التنقل والتجمّع والتعبير، بما يمكن أن يُعتبر "نمطا من العزل المطلق القائم على النوع الاجتماعي الهادف إلى جعل المرأة غير مرئية في المجتمع".

وشدد المسؤول الأممي، على أن هذا ما يجعل أفغانستان مختلفة عن غيرها من أوضاع حقوق الإنسان والنزاعات الخطيرة حول العالم، ألا وهو التعامل السيئ الفريد من نوعه مع النساء والفتيات.

وتابع يقول: "لكن حتى إذا تصورنا أن الوضع لم يكن كارثيا بالنسبة للنساء والفتيات، فستظل شواغل حقوق الإنسان موجودة في أفغانستان".

وقال "بينيت" إنه فيما يتعلق بالفضاء المدني وحرية الإعلام، فهناك حملة كبيرة تستهدف قمع الإعلام، وهناك أزمة إنسانية وإفلات من العقاب وغياب المساءلة.

وأردف قائلا: "يجب ألاّ ننسى أن هذه دولة جربت أكثر من 4 عقود من الصراع، ولا يمكن الاستهانة بالأذى الذي خلفه النزاع على السكان والنسيج الاجتماعي في البلاد".

وفيما يتعلق بالأقليات، ذكر المقرر الخاص وجود نمط من التمييز والهجوم المباشر على الأقليات المختلفة، كالهزارة الشيعة والصوفيين والسيخ والهنود.

وأشار إلى الهجمات المتعددة التي استهدفت المدارس والمستشفيات والمساجد والحافلات العامة، ومعظمها يدور حول الإثنية والدين.

وردا على سؤال بشأن المسؤولين عن الهجمات على المدارس، ما إذا كانوا متطرفين، أم أن تعامل الحكومة مع تعليم الفتيات يساهم في زيادة احتمالية الهجمات؟ قال بينيت، إنه فيما يتعلق بالمدارس، وخاصة الهجوم على مركز كاج التعليمي، لم يتبنَ أحد المسؤولية، وفيما يتعلق بعشرات الهجمات خلال العام أو العامين الماضيين، فقد تبنى تنظيم داعش خراسان العديد منها، وكان هناك ارتفاع في عدد الهجمات في كابول وغيرها من المدن منذ 2015، كثير منها تبناها داعش.

وقال: "هناك تاريخ يعود إلى التسعينيات من الهجمات على الشيعة واضطهادهم، أقلية الهزارة تنتمي إليها، ولا يمكن إقصاء طالبان من التورط بالأمر.. ولكنها الآن في السلطة وهي السلطة الفعلية ومسؤولة عن حماية جميع السكان".

واختتم قائلا: "سؤالي هو: هل فعلت طالبان ما يكفي؟ وهل تفعل أي شيء لمنع (هذه الأفعال) والتحقق من الأشخاص المسؤولين عن ارتكاب تلك الهجمات والتخطيط لها وجلبهم إلى العدالة وفقا للمعايير الدولية؟"، مضيفا أن العديد من الأقليات تشتكي من إقصائها من الحياة السياسية والاقتصادية ومن الوظائف وغيرها.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية